مزّقتني الحروف و الكلمات ..
قطّعت أنفاسي ..
فتناثرت أشلائي في الأفق
معلنة انسحابها بصمت من عالم الأحلام الوردية ..
انسحابها هذا كان كخنجر
انغرس في خاصرتي و مزّق أوعيتي ..
أسال دمي بلا رحمة ..
فالخطايا هي ورود العشق ،
و العذاب هو لهيب الفراق و نار الوحدة و ألم الانتظار .
سألت قلبي ،
لم يا قلب لم تسلّم أمرك
و لم تسمح لتيار الهوى باجتياحك ،
فأجابني بأنّه ليس قلبا عاديا
بل هو حالة استثنائية ! حالة مستعصية ..
باب مغلق ليس له إلا مفتاح واحد ،
و أنّى لهذا المفتاح من سبيل ؟
أوصدت جميع الطرق في وجهي ،
لم أعد أرى إلا سرابا ،
لا أدري ان كانت مجرد وهم
انساب برقّة في مخيلتي ،
أم حقيقة ملأت كياني
و عصرت روحي حتى اخر قطرة حياة أمتلكها ..
أما زلت قادرا على نزف المزيد ؟
لطالما سرت بطريق عبّدته الأشواك ..
لطالما تجرّعت المرارة و تذوّقني الألم ..
ألم يئن يا نفس أن تستقيظي ؟
ألم تكفك تلك المياه الداكنة
التي أغرقتك حتّى الثمالة ؟
لعمري فقد أنهكتك الطعنات ..
و أضحيت كالسفينة بلا شراع
تقودك الأمواج أينما حلّت و ارتحلت .
عاصفة هوجاء اجتاحت عالمي ..
ضربت أفكاري بنعومة ،
أحدثت تغييرا في خارطتي
فعدت كما كنت طفلا بلا منطق ..
التيه و الحيرة و الضياع ..
محيط متلاطم الأمواج ..
سماء ذهبية ،