بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا *** وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى
2 كَم غَرَّ صَبرُكَ وَاِبتِسامُكَ صاحِبًا *** لَمّا رَآه وَفي الحَشى مالا يُرى
3 أَمَرَ الفُؤادُ لِسانَهُ وَجُفونَهُ *** فَكَتَمنَهُ وَكَفى بِجِسمِكَ مُخبِرا
4 تَعِسَ المَهاري غَيرَ مَهرِيٍّ غَدا *** بِمُصَوَّرٍ لَبِسَ الحَريرَ مُصَوَّرا
5 نافَستُ فيهِ صورَةً في سِترِهِ *** لَو كُنتُها لَخَفيتُ حَتّى يَظهَرا
6 لا تَترَبِ الأَيدي المُقيمَةُ فَوقَهُ *** كِسرى مُقامَ الحاجِبَينِ وَقَيصَرا
7 يَقِيانِ في أَحَدِ الهَوادِجِ مُقلَةً *** رَحَلَت فَكانَ لَها فُؤادِيَ مَحجِرا
8 قَد كُنتُ أَحذَرَ بَينَهُم مِن قَبلِهِ *** لَو كانَ يَنفَعُ حائِنًا أَن يَحذَرا
9 وَلَوِ اِستَطَعتُ إِذِ اِغتَدَت رُوّادُهُمْ *** لَمَنَعتُ كُلَّ سَحابَةٍ أَن تَقطُرا
10 فَإِذا السَحابُ أَخو غُرابِ فِراقِهِمْ *** جَعَلَ الصِياحَ بَبينِهِم أَن يُمطِرا
11 وَإِذا الحَمائِلُ ما يَخِدنَ بِنَفنَفٍ *** إِلاَّ شَقَقنَ عَلَيهِ ثَوبًا أَخضَرا
12 يَحمِلنَ مِثلَ الرَوضِ إِلاّ أَنَّها *** أَسبى مَهاةً لِلقُلوبِ وَجُؤذُرا
13 فَبِلَحظِها نَكِرَت قَناتي راحَتي *** ضَعفًا وَأَنكَرَ خاتِمايَ الخِنصِرا
14 أَعطى الزَمانُ فَما قَبِلتُ عَطاءَهُ *** وَأَرادَ لي فَأَرَدتُ أَن أَتَخَيَّرا
15 أَرَجانَ أَيَّتُها الجِيادُ فَإِنَّهُ *** عَزمي الَّذي يَذَرُ الوَشيجَ مُكَسَّرا
16 لَو كُنتُ أَفعَلُ ما اِشتَهَيتِ فِعالَهُ *** ما شَقَّ كَوكَبُكِ العَجاجَ الأَكدَرا
17 أُمِّي أَبا الفَضلِ المُبِرِّ أَلِيَّتي *** لَأُيَمِّمَنَّ أَجَلَّ بَحرٍ جَوهَرا
18 أَفتى بِرُؤيَتِهِ الأَنامُ وَحاشَ لي *** مِن أَن أَكونَ مُقَصِّرًا أَو مُقصِرا
19 صُغتُ السِوارَ لأَيِّ كَفٍّ بَشَّرَتْ *** بِاِبنِ العَميدِ وَأَيِّ عَبدٍ كَبَّرا
20 إِن لَم تُغِثني خَيلُهُ وَسِلاحُهُ *** فَمَتى أَقودُ إِلى الأَعادي عَسكَرا
21 بِأَبي وَأُمّي ناطِقٌ في لَفظِهِ *** ثَمَنُ تُباعُ بِهِ القُلوبُ وَتُشتَرى
22 مَن لا تُريهِ الحَربُ خَلْقًا مُقبِلاً *** فيها وَلا خَلقٌ يَراهُ مُدبِرا
23 خَنثى الفُحولَ مِنَ الكُماةِ بِصَبغِهِ *** ما يَلبَسونَ مِنَ